رحلت إلي الجنان

على ذلك السرير الأبيض..
وحينما عانق النهار أطراف دموعي..
بدأت ملامح أمي تتراءى في مخيلتي كانت دهشتي اكبر من أن ألاحظ ملامحها وهي أمي.. غرقت في أعماق تفكيري..
هل هذه هي أمي؟!!
نهضت من مكاني.
.بدأت أطالع ملامح وجهها..يديها التي ليست يدان أمي الناعمة..بدأت أطالع بحرقه واسى..كانت صامته..لا حراك فيها.وكان في خيالي أنها تقول لي(أقبلي يا بنيتي...هذه أنا أمك) حاولت الحراك من مكاني كي ارتمي بأحضان أمي..ولكن وجدت قدماي احتارتا بين لهفتي لسماع صوت أمي ودهشتي بملامحها المتقلبة..لم استطع تمييز تلك المرأة!!..ارتميت على ركبتي..خفضت راسي للأسفل فإذا بدمعتي تنهار مني وتخالط دعائي لها بالشفاء العاجل فإذا بصوت يودعني ..وداعا يا بنيتي..وداعا..صرخت بأعلى صوتي..لاااا هولكن صوت الرعد كان أقوى من صوتي..وبعد لحظات...وقف..وقف نبض الحياة.فوجدت أن حياتي تحولت إلى مأساة
وتوقف خيالي برهة أمام تلك العبارة..حينما أوقفتني أقدامي أمام تلك سيارة الإسعاف وكلمات نادت
"أين مرافقوا الجثمان"؟
كدت اصرخ ..كدت أصيح "أنها ليست أنا..
هي معي تحيى وترا"!
ولما خفت أن افقد شيء يربطني بها جسدها الطاهر
الذي يقع في قلب حقيبة أسموها تابوت
كنت ارقبه خوفا من أن تحمله الأيادي بقسوة فأنادي
"ربي احمله بأكف حفظك وأمانك"
أدركت..أني لابد أن أقول..
"أنا ابنة هذا الجثمان؟"
لقد حملتني سيارة الإسعاف تحمل أمي في قفص دون إن تتنفس من هواي أو استنشق هواها لقد كانت معي في رحلتي بجانبي امسح بكفي عنها الهم فلا أجيد سوى أن أدعو الله أن يرفع عنها البلاء..أما اليوم فأعود بها جسدا أتخيلها بين الركاب أمامي أطعمها ابتسم لها..؛فتطول على أوهامي الساعات وتقتصر أمامي القامات انتظر صورة أمي تلوح لي بشممها..حتى وصلت وكأن رحلتي شهورا من أحلام فيها حلمتها.؛ وصلت وكأني على مشارف دارها سأجدها تنتظرني وترفع لي الصوت أهلا فتمد ذراعيها وتضم قلبي لتخفف عنه ألمها وتوقف في نزفه..دخلت غرفتها فإذا بها تبكيها..تسألني عنها..خزانتها خلت من ملابسها !لم أرى سوى حذاءين لها قبلتهما ليت من كنت اقبله قدميها... نزلت...فإذا بمنزل أمي ضيوفا ذهبت ابحث عنها أينك "أمي" ؟ ولكن.. أصداؤها في المنزل بلاااا صوت!!
ياالهي..هؤلاء هم ....
آه اليوم هو حزن أمي العظيم!!!
تحياتي
يتــ الأم ــ ماريانا ــيمة